تأثير الالعاب الالكترونية العنيفة على السلوك العدواني لدى المراهقين في البيئة الحضرية

الملخص

هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف تأثير ممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة على السلوك العدواني لدى المراهقين في البيئة الحضرية. تناولت الدراسة مجموعة من الأهداف الفرعية، تمثلت في التعرف على مدى انتشار ممارسة هذه الألعاب، وقياس مستوى السلوك العدواني لدى المراهقين، بالإضافة إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين ممارسة هذه الألعاب والسلوك العدواني، فضلًا عن دراسة الفروق الديموغرافية التي قد تساهم في تباين هذا التأثير، وأخيرًا استكشاف المتطلبات اللازمة للحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرة.

تكونت عينة الدراسة من (150) مراهقًا (99 ذكرًا و51 أنثى)، تراوحت أعمارهم بين 12 و20 عامًا، تم اختيارهم من بيئة حضرية. استخدم الباحث استبيانًا مكوّنًا من عدة محاور، شمل قياس مدى ممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة، ومستوى السلوك العدواني، والمعتقدات والمعايير الاجتماعية، إضافةً إلى دور الأسرة في توجيه السلوك. أُجري اختبار الصدق والثبات للأداة باستخدام معامل “ألفا كرونباخ”، حيث تراوحت القيم ما بين (0.78) و(0.89)، مما يعكس درجة عالية من الموثوقية والاتساق الداخلي للمقياس.

لتحليل البيانات، اعتمدت الدراسة على مجموعة من الأساليب الإحصائية، شملت التحليل الوصفي للبيانات (المتوسطات والانحرافات المعيارية) لتحديد خصائص العينة، واختبار “كروسكال واليس” للكشف عن الفروق الإحصائية بين المجموعات، فضلًا عن اختبار “كولموغوروف-سميرنوف” للتحقق من مدى التوزيع الطبيعي للبيانات، ومعامل ارتباط “بيرسون” للكشف عن طبيعة العلاقة بين المتغيرات الأساسية.

أظهرت النتائج ارتفاع نسبة ممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة بين أفراد العينة، كما كشفت عن وجود علاقة إيجابية ودالة إحصائيًا بين مدة ممارسة هذه الألعاب ومستوى السلوك العدواني. وبيّنت النتائج كذلك وجود فروق دالة إحصائيًا في مستوى السلوك العدواني تعزى للجنس والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة. هذه النتائج أكدت أهمية الانتباه لمتطلبات الحد من تأثير هذه الألعاب، خاصةً في ظل تعقيد البيئة الحضرية وما تنطوي عليه من ضغوط نفسية واجتماعية.

تتجلى أهمية هذه الدراسة من الناحية النظرية في إثراء الأدبيات العلمية المتعلقة بتأثير الألعاب الإلكترونية العنيفة على السلوك العدواني لدى المراهقين، في حين تتمثل أهميتها التطبيقية في تقديم نتائج يمكن توظيفها لوضع برامج وقائية وعلاجية تهدف إلى تقليل السلوك العدواني لدى المراهقين في البيئة الحضرية.