طبيعة استخدام القائم بالاتصال في وسائل الإعلام الليبية لأساليب كشف التزييف العميق بواسطة الذكاء الاصطناعي (دراسة وصفية تطبيقية في ظل نظرية دافع الحماية)

Abstract

يواجه الإعلام المعاصر تحدياً غير مسبوق يتمثل في التزييف العميق، وهو أحد أخطر مظاهر التلاعب بالمعلومات المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذا البحث؛ يركز على طبيعة تعامل القائم بالاتصال في وسائل الإعلام الليبية مع هذه الظاهرة، ومدى استخدامه لتقنيات كشف التزييف العميق. وانطلق البحث في إطار نظرية دافع الحماية - التي تفسر استجابة الأفراد للتهديدات بناءً على إدراكهم للمخاطر وقدرتهم على مواجهتها - بهدف استكشاف طبيعة استخدام القائم بالاتصال لأساليب كشف التزييف، واعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي وتطبيق نظرية دافع المعرفة، حيث تم تصميم وتوزيع استبيان إلكتروني على عينة عشوائية مكونة من 112 مفردة من القائمين بالاتصال في الإعلام الليبي، مع استخدام الاختبارات الإحصائية اللامعلمية لتحليل النتائج، التي كشفت عن وجود إدراك عالٍ لخطورة التزييف العميق لدى القائم بالاتصال، لكن معرفته العملية بالأدوات المتخصصة لكشفه محدودة، واستخدامها محدود، وتوافرها محدود أيضاً، فأكثر من نصف العينة يعتدون على الخبرة الشخصية، وكلها عوامل أدت إلى ظهور فجوة معرفية وتطبيقية في التعامل مع هذه الظاهرة. كما أظهرت النتائج أن غياب الأدوات التقنية وضعف التدريب المؤسسي يشكلان عائقين رئيسيين أمام التطبيق الفعّال لأساليب كشف التزييف العميق. ورغم أن غالبية القائمين بالاتصال أبدوا دافعاً قوياً للحماية والحفاظ على المصداقية، إلا أن هذه الدوافع لم تتحول إلى ممارسة فعّالة بسبب ضعف البنية التقنية وغياب الدعم المؤسسي. وأكدت النتائج على الحاجة الملحة إلى تعزيز الموارد التقنية، وتوفير برامج تدريب متخصصة، وإنشاء أقسام مختصة بكشف التزييف داخل المؤسسات الإعلامية. ويؤكد البحث أن مواجهة التزييف العميق تتطلب استراتيجية متكاملة تشمل تدريب القائمين بالاتصال، وتعزيز الشراكات مع الجهات المتخصصة، وتبني حلول الذكاء الاصطناعي المتطورة لضمان المصداقية، مع تطوير سياسات إعلامية مستدامة تعزز التزام المؤسسات الإعلامية بممارسات كشف التزييف لبناء بيئة إعلامية أكثر موثوقية.