دور الخطاب الإعلامي في تشكيل العقل العربي وتعزيز التحول الديمقراطي (دراسة ميدانية)

الملخص

يهدف هذا البحث إلى دراسة دور الخطاب الإعلامي في تشكيل العقل العربي وتعزيز التحول الديمقراطي، من خلال تحليل العلاقة بين طبيعة الخطاب الإعلامي العربي ومدى إسهامه في دعم قيم الديمقراطية والمشاركة السياسية. اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي، وأُجريت الدراسة الميدانية على عينة عمدية قوامها (120) طالبًا وطالبة من قسمي العلوم السياسية والإعلام بجامعة سرت، باعتبارهم من الفئات الأكاديمية القادرة على إدراك أبعاد العلاقة بين الإعلام والتحول الديمقراطي. وتم جمع البيانات باستخدام استبانة مبنية على مقياس ليكرت الثلاثي تضمنت ثلاثة محاور رئيسة: دور الإعلام في تشكيل الخطاب الديمقراطي، تعامل الإعلام العربي مع قضايا التحول الديمقراطي، والقيود التي تواجه حرية التعبير والتداول الإعلامي. وتم تحليل البيانات باستخدام برنامج SPSS من خلال التكرارات، النسب المئوية، المتوسطات الحسابية، والانحراف المعياري، إضافة إلى اختبار (t) لعينة واحدة لقياس الفروق ذات الدلالة الإحصائية.

أظهرت النتائج أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل المصدر الأكثر اعتمادًا لمتابعة الأخبار بين أفراد العينة، مما يعكس التحول نحو الإعلام الرقمي. كما بينت النتائج أن غالبية المشاركين يرون أن الإعلام العربي لا يغطي التحولات الديمقراطية بشكل كافٍ، وأنه لا يعزز الوعي السياسي ولا يدعم الأصوات المعارضة، بينما يرى آخرون أنه يسهم جزئيًا في نقل الصورة الحقيقية للأحداث وكشف الانتهاكات. وأكدت الدراسة أن هناك قيودًا سياسية وتشريعية ورقابية تحد من حرية التعبير والتداول الإعلامي، ما يجعل دور الإعلام في دعم التحول الديمقراطي محدودًا. خلص البحث إلى أن تعزيز التحول الديمقراطي في العالم العربي يتطلب إعلامًا حرًّا ومستقلًا يمتلك المهنية والقدرة على التأثير، ويعتمد على خطاب نقدي بنّاء يرسخ قيم المشاركة والشفافية. كما أوصى الباحث بضرورة تطوير التربية الإعلامية وتعزيز الوعي لدى الجمهور والمؤسسات الإعلامية على حد سواء لبناء بيئة ديمقراطية فاعلة.