توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير البرامج الإذاعية (دراسة ميدانية)

الملخص

     يهدف هذا البحث إلى استقصاء واقع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير البرامج الإذاعية الليبية، من خلال دراسة ميدانية على عينة مكوّنة من (60) مشاركًا من العاملين في إذاعتي مصراتة المحلية وليبيا الوطنية بطرابلس، حيث شملت فئات مهنية متعددة مثل المذيعين ومعدّي البرامج ومهندسي الصوت والإداريين، حيث استخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وأداة الاستبيان لجمع البيانات، وتحليل مستويات المعرفة والاستخدام والتحديات المرتبطة بتطبيق الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل الإذاعي.

    أظهرت النتائج أن غالبية المبحوثين يمتلكون معرفة نظرية جيدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي ويؤمنون بقدرتها على تحسين جودة المحتوى الإذاعي، إلا أن الاستخدام الفعلي ظل محدودًا، لا سيما في مجالات تحويل النص إلى صوت، والتحرير الصوتي الذكي، وتوليد السكربتات آليًا، كما كشفت النتائج عن قصور في البنية التحتية التقنية، ونقص الكفاءات البشرية المؤهلة، وغياب السياسات الرقمية المؤسسية، إلى جانب ضعف برامج التدريب وتفاوت مستويات الوعي المؤسسي بالتحوّل الرقمي.

   خلصت الدراسة إلى أن إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكّل رافعة استراتيجية لتطوير الأداء الإذاعي الليبي وتعزيز تنافسيته على المستويين الإقليمي والدولي، شرط توافر بيئة مؤسسية داعمة تجمع بين الاستثمار في التكنولوجيا والتأهيل البشري المستمر، كما أوصت بضرورة صياغة سياسة رقمية وطنية واضحة، وتكثيف برامج التدريب المتخصصة، وتطوير البنية التقنية بما يواكب التحولات العالمية في مجال الإعلام الذكي، مع الحفاظ على التوازن بين الابتكار التقني والإبداع البشري لضمان استدامة التطوير الإذاعي في ليبيا.