التطور الدلالي في الألفاظ الليبية: دراسة تحليلية مختصرة

الملخص

          اللغة ظاهرة اجتماعية، تخضع لقوانين التغير والتطور شأنه شأن الظواهر الاجتماعية والثقافية الأخرى، ومن أبرز مظاهر هذا التغير التطور الدلالي الذي يصيب معاني الألفاظ عبر الزمن، ولا تخرج اللهجة الليبية من هذا الإطار، فهي لهجة غنية بالتنوع ومتأثرة بعوامل لغوية وتاريخية وجغرافية، جعلت من مفرداتها ميدانا للدراسة والتحليل.

     إن اللهجة الليبية بما تحويه من تراكمات لغوية متأثرة بالعربية الفصحى وبعدد من اللغات الأخرى كالأمازيغية، والتركية، والإيطالية، لذا فهي تمثل نموذجا حياً على التغيرات التي تحدث في المفردات نتيجة التفاعل الاجتماعي والثقافي.

     وهذه الدراسة تهدف إلى تحليل مظاهر التطور الدلالي في مجموعة من الألفاظ الليبية، وذلك من خلال تتبع معاني هذه الألفاظ في بعض المعاجم العربية المختارة ومقارنتها بمعانيها المستعملة وعلاقة هذا المعنى بالمعنى القديم، والمظهر الدلالي التي تندرج تحته، وكل ذلك بغية معرفة ما أضافه هذا التطور الذي حصل للهجة الليبية من معان جديدة.

  كما يسعى البحث إلى بيان العوامل المؤثرة في هذا التطور، سواء كانت عوامل داخلية (لغوية واجتماعية) أو عوامل خارجية (ثقافية وتاريخية).